عزيزتي التي لن تقرأ، أعرف أن الندم شيء مؤلم، سبق وندمت على الكثير من الأشياء، وأعرف كيف يمكن لإنسان أن يلعن إختياراته آلاف المرات، لكن في نهاية الأمر أنتي تدركين بالطبع أن كل إنسان عليه أن يتحمل عواقب إختياراته، سبق وأخبرتك ذلك ملايين المرات، وأكدت عليكي في المرة الأخيرة، أعرف إنك تتذكرين. عزيزتي، لن أعفوا عنكي، أنا لست الله كي تسعكي رحمتي، لا أستطيع أن أتجاهل كل تلك الثقوب التي خلفتيها ورائك أخر مرة، لازلت أعاني من آثار طعناتك. عزيزتي لو تتذكرين: أخبرتني بأن لا ندع ذكرياتنا أن تؤثر على قرار إنفصالنا، انا منذ تلك اللحظة لم أنسى ما أخبرتني به، ولم أنسى ذكرياتنا أيضًا، أرجوكي عزيزتي أن لا تتوسمين في ذكرياتنا أن تشفع لكي، تذكري يا عزيزتي انا لست الله منذ اللحظة الأخيرة، عزيزتي، كان هناك الكثير من المواقف التي تمنيت أن تعودي فيها، وفي المقابل كنت سأسامح، لست نبيًا لأتمسك بمواقفي لهذا الحد، لا أخفي عليكي سرا، وقتها كنتي في قمة ثورانك وانا في قاع إكتئابي، يجوز الأن تبادلنا الأدوار، يجوز.. لكن انا كنت مجبر على المواصلة، لذلك لا اعتقد أن وجودك سيشكل فرق عزيزتي. عزيزتي التي لن تقرأ، أرجوا أن تس
(3) عندما قررنا إنهاء تلك العلاقة وفي نفس اللحظة.. كنت مندفعًا في ذلك الإتجاه، لا أتذكر إنني كنت سعيدًا بهذا القرار لكن لم أكن آرى إتجاه غير ذلك، ماحدث بعد ذلك هو الإرتداد إلى الإتجاه المعاكس وبكل قوة حسب قوانين الفيزياء، إندفعت نحو الإكتئاب والحزن الشديد، شعرت وكأنه تم تدميري نهائيًا وللأبد، لم تكن تلك الفترة هي ما تأكدت فيها إنني أفضل من غيري.. وإنما بعد ذلك عندما إكتشفت أن هناك أشياء لا تُغتفر، تحول الحب إلى حزن ثم كراهية، كم الحب تلاشى تمامًا، تقطعت كل أوردة قلوبنا المتصلة بيننا، وبعدما إستطعت أن أتخطى معظم أحزاني وبدأت في إستعادة طاقتي ونظرت إلى الأمور من بعيد بصورتها الكاملة تأكدت أن شيئًا طيبًا قد حدث، رأيت أشخاص أيضًا إنفصلوا لكن بطرق أهدئ وأقل مأساة –أو كذا كان ظاهرًا، أشخاص لم تنقطع أوصالهم تمامًا مثلي، وجد قلوبهم تحمل الحزن والحب، وجدت كلمات من الأسى والمشاعر الطيبة تجاه الطرف الأخر، ففكرت متى سينتهون؟ ربما سينهي الحب لكن سيبقى في قلوبهم أشياء قليلة من الماضي لن يتمكنوا من تخطيها، فشعرت أن نهاية علاقتي العاطفية أقل مأساة من الأخرين.