التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2016

ما أتعس الأنسان

ربما يفزِعكِ قليلاً سيدتي القارئةُ سؤال: كم عُمرِك؟.. لكن صدقيني أصبح هذا السؤال يفزعني أيضاً . أقل من شهرين وسأكمل عامي الرابع والعشرين، وعندما يسألني أحدهم الأن كم أتممت.. أتلعثم في الرد وأقول " أتممتُ الثامنة عشر وقليلاً " نعم توقّفت روحي عند الثامنة عشر لكن جسدي سيكمل الطريق إلى الأربعين أو الخمسين ربما، لكن السؤال.. كيف يكمل جسدي عمره بدوني !! تستطيع أن تقيس مقدار تقدمك في العمر عبر أنجازاتك في الحياة القصيرة/الطويلة التي ستعيشها سواء حققت هدفاً أو لم تحقق، عندها فقط يمكن أن يُثقل كاهلك وجودك في خانة منتصف العشرينيات . يا إلهي !! منتصف العشرينيات بالنسبة إليّ هو الفارق بين فزع رجل وصدمة إمرأة على مشارف الأربعينيات، لك أن تتخيل أنت مقدار الهلع الذي أصابني عندما فكرت في الإجابة على سؤال ساذج من أحدهم ربما بعد عشر دقائق من انتهاء حديثنا سينسى أنني قلت له أنني تخطيتُ الثالثة والعشرين، وسينسى هو أنه سألني من الأساس . سيظل يؤرقني تفكيري، كم مضى وكم بقى لأتلكع في درب رحلتي هكذا!! قرص الشمس أصبح في منتصف السماء وها هي توشك على أن تُطمس وترحل إلى الجزء الآخر من

المُعينون في المنظمات الحقوقية

-مقتبس عن قصة حقيقية -ذات يوم صدمت سيارة جرواً يعبر الطريق لأمه، فكسرت قدمه الصغيرة، لم يقوى على الإحتمال وظل يصرخ من شدة الألم، حاولت ومن حولي الإقتراب منه فرأيت دموعه تتساقط من عينيه كإنه بشر، هل تتخيلون أن يذرف جرواً دمعاً !! ظل يصرخ ويبكي إلى أن وصلت أمه وكل هذا لم يتعدى الثواني المعدودة، أخذت الأم تقبل صغيرها وتتطمئن على قدمه وهي تنبح في الجميع كإنها تحاول معرفة من منا حاول قتل طفلها، ثم وسريعاً جرت نحو السيارة وأخدت تنبح بشدة في من بداخلها وهو على وجهه إبتسامة بلهاء، كإنه يقول لنفسه وللجميع انه جرو ما كل هذه الضجة !! ثم أدار محرك سيارته متجاهلاً الجميع بما فيهم الأم؛ إذ فجأةً وقفت هي أمامه لتمنعهُ من الفرار فكاد أن يصدمها هي الأخرى حتى إبتعدت من أمامه وفر سريعاً لكنها لحقت به إلى أن إبتعدوا بعيداً عن صغيرها ف اضطرت للرجوع للمكوث بجواره ورعايته وهي تحدق فينا غير واثقه بنا، وتكشر عن أنيابها وكإنها تأمرنا بالإبتعاد والرحيل عنهما غير طالبة أي مساعدة مننا فقط نظرات الخوف والترقب هي ما سيطرت على المشهد إلى أن إبتعد الجميع رويداً رويداً .. وهي بدأت في سحب صغيرها إلى مكان أك

شدة وتزول

شدة وتزول في مساء يوم الأحد نشب حريق في إحدى المزارع الصغيرة المتواجدة على أطراف مدينة شيكاجو عام 1871 بسبب بقرة لشخص يدعى " باتريك" قد ركلت فانوس الأنارة على الارض لتشتعل من بعدها مدينة شيكاجو بالكامل ولمدة ثلاثة ايام متواصلة حتى صباح يوم الثلاثاء العاشر من أكتوبر من نفس العام. عام 1950 قامت حرباً أخرى في كوريا سُميت لاحقاً بالحرب المنسية، حيث كانت مقسمة حين ذاك إلى جزئين، الشمالي والجنوبي، الاول تحت الاحتلال السوفيتي او السيطرة السوفيتية والأخير تحت سيطرة الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة مع الصين كطرف أخر في الصراع حيث وصل إلى التدخل العسكري مما أدى إلى تقسيم كوريا إلى كوريتيين " الشمالية والجنوبية " وبعدها قامت ما يسمى بالحرب المنسية نظراً إلى انها لم تجذب أهتماماً مثل الحرب العالمية الثانية او اسمها الرسمي " حرب تحرير الأرض ". كان " حريق شيكاجو العظيم " بمثابة اللعنة التي دمرت حوالي أربعة ميل مربع لسبب ما مجهول، ظل رجال الإطفاء يوماً كاملاً يحاولون السيطرة على الحريق لكن دون جدوى، فإستسلموا للأمر إلى أن هدأت النير

أنثي بلا ماضي

من يبحثون عن الكمال بداخل شخص آخر، هم الناقصون فقط، فالكمال بداخلنا ولكن يحتاج إلى من يفتش عنه في حجرات وطرقات ارواحنا. لكن ماذا عن من ظل يبحث عن شئ يفتقده حقاً، شئ عجز عن الإحتفاظ به لمدة طويلة، كالذي ظل يبحث عن أنثى بلا ماضي.. مثلي انا. رحلة البحث الأخيرة عن أنثى بلا ماضي والصراع النفسي بين بحثي عن شئ افتقده منذ زمن وبين رغبتي في معاودة امتلاك شئ ليس لي الآن.. إلى أن وصلت إلى سؤال نفسي حول ماهو الماضي هنا وما المقصود به؟؟ ماهي أهميتة بالنسبة لي وماهو دوره في مستقبل أي علاقة بين طرفين ؟؟ أعتقد أو أكاد أجزم أنه لا يوجد أي رجل أو أنثى بلا ماضي، ابحث كما تشاء فلن تصل ابداً، ستجد فقط أنثى تخدع رجل بثوب العفاف والبراءة ورجل يخدع أنثى بالإخلاص والحب الأبدي، لن تصل أبداً، لكنني اكتشفت ان العلاقة المبنية على الصراحة والإخلاص هي تلك التي ابحث عنها، وأن تلك العلاقة هي التي بلا ماضي، ودون ذلك ليس إلا محض خيال او خداع.

فلسفتي في الموت

لكل شخص فلسفته الخاصة بهِ، عبارة عن مجموعة من القناعات والمبادئ تكونت لتشّكل إنسانًا ذو فلسفة – انا لديّ فلسفة، فلسفتي في الموت!  يقول رينيه ديكارت – فيلسوف ورياضي وفيزيائي فرنسي – في فلسفتهِ الخاصة: “أعلم جيداً… أن لك ذهناً متقدًا، وأنك تعرف أن جميع ضروب العلاج لا تُهدِئ حزنك، لكن لا أستطيع الامتناع عن إخبارك بعلاج وجدته بالغ الأثر، لا في مساعدتي على أن أحتمل صابرًا موت أولئك الذين احبهم فحسب، وإنما كذلك في القضاء على خوفي من موتي، وذلك على الرغم من أنني أنتمي الى اولئك الذين يعشقون الحياة عشقًا جمًا… ويتمثل هذا الضرب من العلاج في النظرة إلى طبيعة أنْفسِنا، تلك الأنفس التي أعتقد أنني أعرف بوضوح بالغ أنها تبقى بعد الجسم وأنها قد وُلِدت من أجل ضروب للفرح والغبطة أعظم كثيراً من تلك التي نتمتع بها في هذا العالم، وانني لا أستطيع التفكير في أولئك الذين ماتوا إلا باعتبارهم ينتقلون الى حياة أكثر سلاماً وعذوبا من حياتنا، و إننا سننضمُ إليهم يوماً ما، حامليين معنا ذكريات الماضي ذلك لأنني أتبين فينا ذاكرة عقلية من المؤكد أنها مستقلة عن الجسم “. المشكلة عندي ليست في الموت – كلنا سنموت –