التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف قسم الانسان

ما أتعس الأنسان

ربما يفزِعكِ قليلاً سيدتي القارئةُ سؤال: كم عُمرِك؟.. لكن صدقيني أصبح هذا السؤال يفزعني أيضاً . أقل من شهرين وسأكمل عامي الرابع والعشرين، وعندما يسألني أحدهم الأن كم أتممت.. أتلعثم في الرد وأقول " أتممتُ الثامنة عشر وقليلاً " نعم توقّفت روحي عند الثامنة عشر لكن جسدي سيكمل الطريق إلى الأربعين أو الخمسين ربما، لكن السؤال.. كيف يكمل جسدي عمره بدوني !! تستطيع أن تقيس مقدار تقدمك في العمر عبر أنجازاتك في الحياة القصيرة/الطويلة التي ستعيشها سواء حققت هدفاً أو لم تحقق، عندها فقط يمكن أن يُثقل كاهلك وجودك في خانة منتصف العشرينيات . يا إلهي !! منتصف العشرينيات بالنسبة إليّ هو الفارق بين فزع رجل وصدمة إمرأة على مشارف الأربعينيات، لك أن تتخيل أنت مقدار الهلع الذي أصابني عندما فكرت في الإجابة على سؤال ساذج من أحدهم ربما بعد عشر دقائق من انتهاء حديثنا سينسى أنني قلت له أنني تخطيتُ الثالثة والعشرين، وسينسى هو أنه سألني من الأساس . سيظل يؤرقني تفكيري، كم مضى وكم بقى لأتلكع في درب رحلتي هكذا!! قرص الشمس أصبح في منتصف السماء وها هي توشك على أن تُطمس وترحل إلى الجزء الآخر من...

شدة وتزول

شدة وتزول في مساء يوم الأحد نشب حريق في إحدى المزارع الصغيرة المتواجدة على أطراف مدينة شيكاجو عام 1871 بسبب بقرة لشخص يدعى " باتريك" قد ركلت فانوس الأنارة على الارض لتشتعل من بعدها مدينة شيكاجو بالكامل ولمدة ثلاثة ايام متواصلة حتى صباح يوم الثلاثاء العاشر من أكتوبر من نفس العام. عام 1950 قامت حرباً أخرى في كوريا سُميت لاحقاً بالحرب المنسية، حيث كانت مقسمة حين ذاك إلى جزئين، الشمالي والجنوبي، الاول تحت الاحتلال السوفيتي او السيطرة السوفيتية والأخير تحت سيطرة الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة مع الصين كطرف أخر في الصراع حيث وصل إلى التدخل العسكري مما أدى إلى تقسيم كوريا إلى كوريتيين " الشمالية والجنوبية " وبعدها قامت ما يسمى بالحرب المنسية نظراً إلى انها لم تجذب أهتماماً مثل الحرب العالمية الثانية او اسمها الرسمي " حرب تحرير الأرض ". كان " حريق شيكاجو العظيم " بمثابة اللعنة التي دمرت حوالي أربعة ميل مربع لسبب ما مجهول، ظل رجال الإطفاء يوماً كاملاً يحاولون السيطرة على الحريق لكن دون جدوى، فإستسلموا للأمر إلى أن هدأت النير...

أنثي بلا ماضي

من يبحثون عن الكمال بداخل شخص آخر، هم الناقصون فقط، فالكمال بداخلنا ولكن يحتاج إلى من يفتش عنه في حجرات وطرقات ارواحنا. لكن ماذا عن من ظل يبحث عن شئ يفتقده حقاً، شئ عجز عن الإحتفاظ به لمدة طويلة، كالذي ظل يبحث عن أنثى بلا ماضي.. مثلي انا. رحلة البحث الأخيرة عن أنثى بلا ماضي والصراع النفسي بين بحثي عن شئ افتقده منذ زمن وبين رغبتي في معاودة امتلاك شئ ليس لي الآن.. إلى أن وصلت إلى سؤال نفسي حول ماهو الماضي هنا وما المقصود به؟؟ ماهي أهميتة بالنسبة لي وماهو دوره في مستقبل أي علاقة بين طرفين ؟؟ أعتقد أو أكاد أجزم أنه لا يوجد أي رجل أو أنثى بلا ماضي، ابحث كما تشاء فلن تصل ابداً، ستجد فقط أنثى تخدع رجل بثوب العفاف والبراءة ورجل يخدع أنثى بالإخلاص والحب الأبدي، لن تصل أبداً، لكنني اكتشفت ان العلاقة المبنية على الصراحة والإخلاص هي تلك التي ابحث عنها، وأن تلك العلاقة هي التي بلا ماضي، ودون ذلك ليس إلا محض خيال او خداع.

أحببتُ صديقاً

أحببتُ صديقاً بعد منتصف الليل ، حيث الهدوء يحكم زمام الأمور بصرامة اللهم إلا ثرثرات (عشاق مابعد منتصف الليل) .. نعم أسميهم هكذا وهم أيضا سمو أنفسهم هكذا ، إلا إنه ربما تكون تلك ثرثرة لصديقان قد أسئنا الظن بهما .. أكتب موضوعي هذا . أكتب هذا الموضوع محاولاً فيه الوصول إلي تلك الثغرة عند البعض التي تجعله يخلط بين الصداقة " في مضمونها النبيل " و الحب محاولاً الفصل بينهما ووضع بذرة ضوء تنير الفرق بين العلاقتين عند البعض عن طريق وضع تعريف منطقي و علمي لكل منهما ، بالإضافة إلى الإجابة على السؤال الأهم – والذي هو لُب موضوعي - هل الصداقة تعبير عن حب عاطفي أم إلتزام بقيمة ثابتة؟ وكيف يري المجتمع "الصداقة الحقيقية" عندما ترتقي الى المنزلة الأسمي منها ؟ وهل تحقق الصداقة هو تواصل بين الأنا والآخر أم أنها تمكن الإنسان من معرفة ذاته وتحقيق أنانيته؟ لأنه وفي رأيي أعتقد أن الصداقة هي جزء من إشباع الأنا الذي ولدنا به . يقولون أن الصداقة هي علاقة إجتماعية بين شخصين أو أكثر على أساس المودة والتعاون بينهم وأنها إحدى أهم الروابط التى ندركها عند نشأتنا مثل ما ندرك...

وصايا غجري الحكيم

وَصاَيا غَجرىِ ألحَكِيم إبنتي مريم - من جديد - أحدثك .. لعلها المرة الأخيرة أعرف أنه الآن - ربما - يكون حديثي ضيقاً على صدرك لما جري بيننا آخر مرة .. أو لعلكِ سامحتني وسوف تقابليه بلهفة مسافر وصل تواً إلى أرض وطنه ، علي الرغم من أننا لم نتحدث كثيراً في السنوات الأخيرة سوى مرتين أو ثلاثة عن طريق رسائل البريد المملة - التى ساعدت على تطور الخلاف بيننا - إلا إننى إشتقت إلى صوتك بشدة عزيزتى ... سأدخل في صلب الموضوع مباشراً   كَوني أباكِ هذا لا يعصمني من الخطأ .. لا أريدك أن تكبري وأنتِ تظنّين أنى رجلاً كاملاً لا أخطئ ولا أجاهد غضبى وغرائزى. أريدكِ أن تنسى هذه الدعاية الزائفة التى تروجها الافلام فأنا لست مثالياً كما كنتِ تتصوريين وليست المثالية هى أن لا أخطئ أبداً ولكن المثالية هى كيف أسامح من جديد ، بعد الحادث الأليم الأخير الذي فرق بيننا ربما أصبحتِ تكرهينني الآن ولكن كان ينتظر أباكِ فرصة أخري منكِ حُلوتى ، أكتب لكِ الآن وفي قلبي الكثير من الحب وحتى لو لم أكن أحبك الآن فأنا أقدر كل لحظة جمعتنا سوياً كما قال الشاعر إبن الفارض " عذّبْ بما شئتَ غير البعد عنك تجد أوفى...